1.
تزأرُ الريحُ ويأتينا صداها
تغضبُ الدُّنيا وتسْوَدُّ سماها
حولَنا الأمواجُ كالطودِ نراها
لسنا نخشى مَعَنا رَبُّ السماءِ
في سفينَتِنا يُلاشي ما دهاها
كيف يخشى من غدا اللهُ مُعينَهْ
مَعَنا اللهُ دواما في السفينهْ
ووُعودُ اللهِ بالحقِّ أمينَه
والحياةُ فِيهِ بِالحقِّ مَصونه
إنْ كانَ معْنا فَمَنْ يَقوَى عَلَيْنَا
2.
زجْرَة ٌ مِنهُ فَتَهْدا كُلُّ رِيحِ
وسَماءُ الجَوِّ كالصُّبْحِ الصَبُوحِ
بَلْ ذِهِ الأمْواجُ تَغدُو كالسُطُوحِ
وَمُحَيَّا رَبُّنا يَملا سَمَائي
وَهُتَافُ الحمْدِ مِنْ قَلبي وَرُوحي
3.
إنْ يَكُنْ قَد خَيَّمَ مَعْنا حَبيبا
بَل أَتانا يَحْمِلُ عَنا الذُّنوبا
وَارتَضَى أنْ يَجلِسَ مِنا قَريبا
كَيفَ يَرمِينا لأعْدا يَبْلَعُونا
إنَّ أَمْرًا مِنهُ بَدَّدَهُمْ هُرُوبَا
4.
تنتهِي الدُّنيا وَرِحْلاتُ الطريقِ
في دِيارِ المجدِ في البَيْتِ العَرِيقِ
حِينَ ألقاكَ أيا خَيْرَ رَفيقِ
إِذ فَدَيْتَ النَّفْسَ أنتَ يا حبيبي
وَضَمِنتَ المَجْدَ بِالوَعْدِ الصَّدُوقِ
5.
ليسَ في ذا البيتُ مِنْ أَيِّ رِياحِ
إنما المَجدُ الذِي فِيهِ انشِرَاحِي
إِنما الحُبُّ الذِي يَملأ رَاحِي
أنتَ يَا رَبِّي حبيبي وَنصِيبي
يَا ضِيَائِي بَعْدَ ذا الليْلُ صَبَاحِي